اعلانات جوجل
الرئيسيةمقالات وتقارير

قصة بطولة.. منتخب مصر يتسبب فى إنهاء الحرب فى كوت ديفوار ودروجبا بطل الشعب

دائماً ما نري ونسمع عن الأبطال في قصص التاريخ وأدوار السينما ولكن هذه المرة البطل هو لاعب كرة قدم ، عندما نشاهد أحد يتحدث عن لاعب كرة قدم نراه يتحدث عن أهدافه ومهاراته فقط رفقة فريقه ولكن لاعبنا اليوم هو بطل نجح في إنقاذ بلاده من حرب أهلية دمرت حياة الكثير من الأشخاص.
 
 
أنا ديدييه دروجبا قائد منتخب ساحل العاج الأسبق، يقولون أنني نجحت رفقة زملائي في إخماد حرب أهلية كبيرة في بلادي عام 2005، سأخذكم في رحلة لملعب المريخ في أم درمان لتعرفوا القصة جيداً.
 
المسألة سهلة وبسيطة نفوز على السودان في أم درمان وتخرج المباراة بين الكاميرون ومصر في القاهرة بأي نتيجة إلا فوز ايتو ورفاقه، تتأهل ساحل العاج إلى كأس العالم، وهذا هو الحلم.
 
يقولون أننا الجيل الذهبي، كنت أنا وكولو توريه وشقيقه يايا وإيمانويل إيبوي وديديه زوكورا، والعديد من الأسماء اللامعة آنذاك، لم نكن نهاب أي منتخب في القارة السمراء، ولكننا سقطنا أمام الكاميرون ذهاباً وإياباً في تصفيات كأس العالم 2006.
 
في هذا التوقيت كانت الحرب الأهلية التي بدأت في بلادي في سبتمبر من عام 2002 وقسمت البلاد وانتهت في 2004، اشتغلت مجدداً في منتصف 2005 وبشكل مرعب بين مؤيدي حكومة الرئيس لوران جباجبو والتي كانت تسيطر على الجنوب، والمتمردين الذين يقودهم جيوم سورو والتي كانت تسيطر على الشمال.
 
الحل في أيدينا
 
كنت أعرف جيداً مدى عشق كرة القدم عند مواطنين ساحل العاج، في المنتخب نُدرك جيداً أن الكثير يتوقف على أداءنا أمام السودان.
 
أنا لا أحب الخسارة أبداً، منذ انضمامي لتشيلسي عام 2004 أصبح كل شيء على عاتقي على الأقل أنا أشعر بهذا الإحساس، يجب أن أقود بلادي لبطولة كأس العالم في ألمانيا.
 
دروجبا موحد البلاد
 
انطلقت المباراتين في نفس الدقيقة، نجحنا في الفوز بثلاثية مقابل هدف، أسأل على نتيجة مباراة مصر والكاميرون كلما اقتربت من مقاعد بدلاء فريقي، انتهت المباراة في أم درمان وفجأة سمعت أحد يقول المباراة في مصر 1/1 والحكم أحتسب ركلة جزاء للكاميرون في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع.
 
مرت الثواني وكأنها سنوات لم أكن أعرف ماذا علي أن أفعل، يا الله انقذنا، هذا ما قلته في وقتها، وفجأة أُهدرت ركلة الجزاء، لقد وصلنا إلى كأس العالم لقد حققت حلم بلادي.
 
دبت الفرحة العارمة في كل أنحاء البلاد، ساحل العاج في كأس العالم، هناك من يغني ويرقص وهناك من يبكي من السعادة، أما أنا! أنا سعيد ولكن يجب أن تكتمل فرحتي والآن دورنا الأهم قد جاء.
 
جمعت اللاعبين في غرفة خلع الملابس وصلينا لله شكر على ما وصلنا إليه، ومن ثم وأمام الكاميرات ألقيت خطبة وأنا وسط الأبطال: “يا رجال ونساء ساحل العاج، في الشمال والجنوب والوسط والغرب، أثبتنا اليوم أن بإمكان العاجيين أن يتعايشوا في سبيل هدف مشترك إلا وهو التأهل لكأس العالم،ةوعدناكم بأن الاحتفالات ستوحد الشعب. واليوم نلتمسكم: يجب ألا ينحدر بلدنا الإفريقي الغني إلى الحرب. أرجوكم، ألقوا أسلحتكم وأجروا انتخابات”.
 
انتشر تسجيلي على نطاق واسع في القارة السمراء كلها في وقت قليل، الجميع سمع رسالتي وتمنيت أن تكون رسالتي قد وصلت لأهلي في ساحل العاج هذا هو الأهم.
 
عدنا إلى ساحل العاج وبعد مرور أشهر قليلة شهدت البلاد تغيراً كبيراً لم نكن نتوقعه، تم توقع معاهدة بين طرفي الجنوب والشمال، وتم إيقاف اطلاق النار.
 
دوري لم يتوقف
 
في عام 2007 خرجت بتصريح جديد :” لن نلعب مباراة مدغشقر في العاصمة أبيجان، سنلعب في بواكي عاصمة المتمردين.
 
كان هناك قلق كبير من هذه الخطوة ولكن حدث ما كنت أُريده، فزنا بخمسة أهداف نظيفة، سجلت الهدف الخامس وأحتفلت ولكن ليس لتسجيلي بل لأننا نجحنا في ما كنت أهدُف إليه، عمت الفرحة في البلاد وانتهت الحرب.
 
انتهت قصة مباراة أم درمان التاريخية، كرة القدم لها فضل كبير على شعب ساحل العاج ونحن حاولنا بكل قوتنا ونجحنا في حل الأزمة في بلادنا، شكراً كرة القدم.

اعلان جوجل
3

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى