الرئيسيةمقالات وتقارير
قصة طموح | الفلاحين من القاع لقمة الدوري والأميرة السمراء تغلق الباب قبل الوصول
غزل المحلة أو ما يعرف بزعيم الفلاحين، هو النادي الذي انشئ عام 1936 ويعد أحد أعرق الأندية في مصر ولكن لم يحظى على اللمعان والبريق الذي يستحقه بسبب استحواذ قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك على الصورة.
هو نادي لا يقل أهمية عن أي نادي داخل مصر من حيث الجماهيرية وعدد المحبين والعشاق له، بل ولا يقل أهمية أيضا من حيث الإنجازات، ولان الجيل الجديد لم يرى إنجازات هذا النادي العريق، فحلقة اليوم ستستعرض احدى القصص التاريخية لزعيم الفلاحين.
أنا ابن المحلة الكبرى وفخور بتشجيعي لفرقة بلدي اللي شرفت المحلة وقدرت تخطف الدوري من الأهلي والزمالك والاسماعيلي، ورفعت إسم الفلاحين في مصر كلها.
أنا عشت كل لحظة فرحة وحزن مع فريقي ولفيت وراهم ملاعب مصر كلها وشفت المحلة وهي بتكسب الأهلي رايح جاي وبتتعادل مع الزمالك في القاهرة، تعالوا احكيلكم حكاية الفلاحين أبطال الدوري.
موسم 1972/73 كان الدوري مكون من الأهلي -الترسانة – الزمالك – الإسماعيلي – الاتحاد السكندري – دمياط – المصري – الأوليمبي – الطيران – البلاستيك – القناة – غزل المحلة.
المحلة كان عنده فريق ممتاز جداً وكنا واثقين فيهم أوي وعلى رأسهم كان على السياجي وعبد الرحيم خليل وعماشة وعبد الدايم وعمر عبد الله وعبد الستار وغيرهم وغيرهم.
الدور الأول في الدوري كان ممتاز جداً لفريق المحلة وقدرنا نختم الدور واحنا في المركز الأول وكسبنا الأهلي في القاهرة 1/0 بهدف محمود عبدالدايم واتهزمنا من الزمالك في ملعبنا 2/1، عماشه احرز للمحلة وفاروق جعفر تعادل للزمالك وأحمد رفعت سجل هدف الفوز من ركلة حرة في الوقت الضايع.
الدور الثاني كان صعب جداً على المحلة، الخسارة أمام الترسانة أربكت حسابات الفريق وعاد الزمالك للمنافسة بقوة بفضل أهداف ومهارة حماده إمام وفاروق جعفر وغيرهم من نجوم القلعة البيضاء.
وجاء يوم مباراتنا أمام الزمالك والتي كانت ترسم الطريق لبطل الدوري، انتهت المباراة بالتعادل في ستاد المحلة بنتيجة 1/1 احرز هدفنا احمد ابو اسماعيل واحرز للزمالك حسن بصري، مدينة المحلة لم تعرف النوم وقتها من الفرحة.
الأهلي يساعد المحلة ويُسقط الزمالك
في الدور الأول الأهلي والزمالك تعادلوا بهدف لكل فريق، أنور سلامة أحرز للأحمر وفاروق جعفر أحرز للأبيض.
مباراة الدور الثاني كانت سبب كبير في فوزنا ببطولة الدوري، الأهلي بعيد عن المنافسة ولكن بيمتلك فريق مزيج. من الشباب والخبرة مثل مصطفى يونس ومحمود الخطيب ومصطفي عبده واكرامي الشحات بجانب الكبار حسن حمدي وصفوت عبدالحليم وأنور سلامة وزيزو وابراهيم عبدالصمد وغيرهم من النجوم.
على الجانب الآخر كان الزمالك ينافسنا على الدوري وكان أهم نجوم الأبيض في هذا الموسم طه بصري واحمد رفعت وحماده امام من جيل الستينات والجيل الجديد محمد توفيق وغانم سلطان والخواجة وطارق غنيم وحسن بصري وعلي خليل.
المباراة انتهت بفوز الأهلي بهدف نظيف سجله مصطفي يونس.
الزمالك يقترب من لقب الدوري
الأسبوع الأخير في الدوري الزمالك يفوز على الاولمبي يوم الجمعة في الاسكندريه، بهدف الخواجة ويصل للنقطة 32 ويصعب الأمور على المحلة.
بعد فوز الزمالك الجمعة، صحينا على عناوين الصحف ” نادي الزمالك يرصد مكافآت للبلاستيك للفوز على غزل المحلة”
الهدف التاريخي
محطة مصر كانت زحمة جداً، جماهيرنا كانت في كل شوارع القاهرة، المباراة صعبة والمستحيل نقدر نحققه النهاردة ولكن البلاستيك هيقاتل عشان يكسبنا مش بس عشان المكافآت المالية، لا البلاستيك لازم يكسب عشان يكمل في الدوري ويهرب من الهبوط.
الشوط الأول انتهى بالتعادل السلبي، فؤاد بخيت حارس مرمانا أنقذنا من هزيمة محققة، الخوف كان بيزيد بعد كل دقيقة.
الشوط الثاني عمر عبدالله احرز الهدف الذهبي والتاريخي لنا، وضع الكرة من فوق الحارس بشكل رائع، اهتزت القاهرة من فرحتنا، انتهت المباراة المحلة أبطال الدوري المصري لأول مرة في تاريخنا.
الفلاحين أبطال الدوري
لم تكن النهاية للمحلة،بل كانت مجرد بداية لتاريخ مليئ بالإنجازات لنا، فقد وصلنا لنهائي أفريقيا السنة التالية سنة 1974 ومع الأسف خسرنا النهائي أمام توج كارا الكونجولي، وصلنا لنهائيات أبطال كأس الكؤوس لأكثر من مرة، وفي عام 1997 نجحنا في الحصول على المركز الثالث في دوري أبطال العرب.
الجيل الجديد لا يعلم كثيرا عن كل هذه الإنجازات لنادينا، نادي زعيم الفلاحين، ربما تمر علينا أوقات صعاب ولكن في النهاية المحلة تمرض ولا تموت ولنا عودة قريبة.
